تحدثت تقارير صحفية روسية عن رغبة عدد من دول العالم بينها المملكة العربية السعودية، لشراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس 400، حيث قالت وكالة آر بي كي الروسية، نقلا عن رئيس الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري الفني، أن الحكومة الروسية تلقت طلبات من عشر دول لشراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية، بجانب وجود مفاوضات مع ثلاث دول أخرى حول اقتناء تلك المنظومة الصاروخية.
وكان رئيس الخدمة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري، ديمتري شوغاييف، قد ذكر في أغسطس / آب الماضي، أن السلطات الروسية تلقت طلبات من عشر دول لشراء منظومة إس 400 الصاروخية، فيما تحدثت وسائل إعلام روسية عن اهتمام مصر واندونيسيا وفيتنام والمغرب وإيران، بشراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية.
وأوضحت وكالة آر بي كي الروسية، نقلا عن أندريه فرولوف، رئيس تحرير مجلة إكسبورت فوروجيني، أن الإدارة الأمريكية ستحاول ممارسة الضغوط على الدول الراغبة بشراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية، قبل إتمام التعاقد حيال شراءها، مشيرا ان هذا الأمر يسهل من محاولات الإدارة الأمريكية لفرض ضغوطها على تلك الدول بعدم المضي قدما في شراء المنظومة الروسية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت فرض عقوبات على تركيا لشراءها منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس 400، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفضه توريد مقاتلات إف 35 لتركيا، ردا على استلام أنقرة للمنظومة الصاروخية الروسية، فيما أشارت نائبة وزير الدفاع الأمريكي، إيلين لورد، أن تركيا ستخسر 9 مليارات دولار نتيجة عدم تسلمها للمقاتلات إف 35، مقابل خسارة الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة هذا القرار نحو 600 مليون دولار أمريكي على اقصى تقدير.
وتعد تركيا هي ثاني دولة تفرض عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة الامريكية، على خلفية شراء معدات دفاعية رئيسية من روسيا، حيث تم فرض عقوبات أمريكية على الصين جراء شراءها منظومة الدفاع الصاروخية الروسية.
وفيما يخص المملكة العربية السعودية، فإن الرياض وموسكو وقعوا في شهر مايو / أيار من عام 2017، عقدا لتوريد منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إلى الرياض، إلا أن رئيس شركة روسوبورون اكسبورت الروسية، قال في فبراير / شباط من العام الجاري، إن “موسكو والرياض تعقدان مشاورات إضافية حول مصير عقد تسليم منظومة إس 400. كما ذكرت الخدمة الاتحادية للتعاون العسكري التقني: “خبراؤنا يواصلون مناقشة الشروط المقبولة للطرفين لبدء سريان عقد توريد منظومة إس 400”.
كما أوضح رئيس قسم النزاعات الشرق أوسطية في معهد التنمية المبتكرة، أنتون مارداسوف، إن “صفقة منظومة إس 400 ستكون خطوة ذكية لتعزيز القدرات الدفاعية للمملكة العربية السعودية، خاصة في ظل وجود حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتزايد الخلافات بين الرياض وطهران. في الوقت نفسه، إن شراء منظومة إس 400 يعتبر أمراً خطيراً بالنسبة للسعوديين، حيث يمكنه أن يدمر العلاقات مع الولايات المتحدة، كما أعطى وصول ترامب إلى رئاسة أميركا زخماً لتطويرها. لذلك من غير المحتمل المضي في الصفقة”.
وأضاف رئيس قسم النزاعات الشرق أوسطية في معهد التنمية المبتكرة، أن “المملكة العربية السعودية تستخدم صفقة منظومة إس 400 كمحاولة للحصول على مزيد من الصفقات المربحة من الولايات المتحدة، بينما تستخدم روسيا هذه الصفقة لتحسين صورتها”.
بدوره، قال الخبير لدى المجلس الروسي للشؤون الدولية، يوري بارمين، أن اكتمال المفاوضات السعودية الروسية حول منظومة إس 400 الصاروخية في القريب العاجل أمر بعيد المنال،معللا ذلك بأنه “أولاً، تصر الرياض على نقل التكنولوجيا الخاصة بمنظومة إس 400 لإنتاجها في البلاد، وهو الأمر الذي قد لا ترغب به موسكو. ثانياً، عند شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية، قد يواجه السعوديون مشاكل في الحصول على أنظمة باتريوت من الولايات المتحدة، وحتى لو نجح السعوديون في تجنب عقوبات قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات، فإن ذلك سيعتبر أيضاً أمراً غير مضمون”.
اترك تعليق